بقلم: ذ عبد الرحيم أجمان
يحكى عن السابقين انهم كلما تخاصموا إلا و دعى بعضهم بعضا إلى جلسة شاي ، و حول تلك "الطبلة" يجتمع المتخاصمون في نقاشهم الجاد و الأخوي على أرضية فرشت حصائر نسجها السابقون بالود ... وللود ، و تزداد جدية حوار العمائم الوقورة تلك كلما اقترب الساقي من تقديم كأس الشاي الثالث آذنا بضرورة حل الخلاف قبل أن يتسلل الرماد بغثة إلى "المجمر" ضمانا للود و المحبة و حفظا لحرارة اللقاء و دفئ الأواصر ... هؤلاء هم الأجداد و هكذا كانوا ينظرون إلى الشاي و جلسات الشاي .
و كان لقاء محمد أبودرار عضو مجلس الجهة برئيسه عبد الرحيم بوعيدة بمدينة مراكش بادرة أخوية و رمزية بين الإثنين ، و المثير في هذا اللقاء هو ما عقبه من تدوينات رغم أننا لا يمكن أن نستشف منها إلا القليل ، فمنذ صدور قرار التوقيف و نحن ننتظر أن يثار هذا النقاش بشكل جدي من طرف أحد المعنيين المباشرين بشأن مجلس الجهة من بين تسع و ثلاثين عضو آخر ولو على سبيل "رد لخبار" .
و في رأيي قد يكون الحل سهلا في حال توسعت دائرة الحاضرين في "حلقة" الشاي تلك ، و كلما زاد عدد كؤوس الشاي المملوءة ذات العمائم البيضاء يمكن للنقاش أن يبدء و يستمر ... لكن بعد استرداد عدة "إيتيان" من "اللجنة" ... و بغير ذلك ستكون جلسات الشاي و غير الشاي بلا فائدة مادام "البراد" في يد رجال الداخلية.
فبعد انعقاد ما تيسر من دورات المجلس التي خيم الرفض على أغلب أحداثها و بعد قرار التوقيف مباشرة ... إنتظرنا أن يدافع المنتخبون على أنفسهم بناءا على السلطة الممنوحة لهم من المواطنين ، إنتظرنا ذلك الإنفعال في الدورات ، إنتظرنا الكلام الجريء و عبارات الإستخفاف ، إنتظرنا كذلك أن تطل علينا بعض الوجوه الإسمنتية التي نحس أننا شياطين أمام عكاظياتهم التي لا تنتهي ... إلتزم أكثرهم الصمت كخيار وحيد يفرض نفسه أمام قرار صادر عن أم الوزارات .
خوف دفين يخفيه الصامتون كل حسب ملفاته و حسب ماضيه ... فالصامتون لهم أسبابهم و دون ذات الأسباب ما كان لهم أن ينفضوا أشتاتا كل صوب وجهته تاركين ورائهم وادنون و مجلسها الجهوي و المواطنين جميعا في حالة من التيه ... "تيه ديموقراطي" بجهة كلميم وادنون ، الجهة "الفريدة" التي يشرف على تسييرها "موظفون حكوميون" تلك التي استعصى فيها كل شيء عن الفهم يجعلها "فريدة" بكل ما تحمله الكلمة من معنى ، وضع "فريد" لمجلس منتخب بجهة تميزت وطنيا بالعبث .
... فقد أصبحنا نسعى و باستمرار وراء أخبار هذا المجلس المنتخب ، باحثين عن أجوبة محتملة لعديد الأسئلة التي تتراقص كبرا في مخيلة كل وادنوني ...
ما مصير جهتنا هته ؟
ما مصير المجلس ؟
ما مصير أعضاء المجلس جميعا ؟
ما مصير مشروع الجهوية في هذه الرقعة من المملكة ؟؟؟
و بما أننا لم نجد أجوبة من أعضاء المجلس الذين انتخبناهم ... فلا يمكن ان نتوقعها من اللجنة المكلفة بتدبير شؤون المجلس ... لعدم أحقيتهم في ذلك بقوة المنطق و تحت طائلة التقاليد .
و كخلاصة .... فسياسة الغموض هذه يمكنها أن تعمق رغبة الكثيرين في قطع أي رجاء من العملية الإنتخابية و مخرجات صناديقها ، فإن كانت الإستحقاقات ستفرز وضعا مهينا و ضبابيا كهذا فلا داعي للتنظير ، و لا داعي لكل ما من شأنه أن يذل المواطنين و يفرغ تعاقد المواطن و المنتخب من محتواه .