بقلم: ذ الحسين فعراس
إن الدارس للتاريخ السياسي والعسكري للدولة الألمانية (النازية ) سابقا ، يرى الدور الكبير الذي لعبه مهندس ماكينة الدعاية السياسية لدى ألمانيا النازية ولدى أدولف هتلر الوزير "جوزيف كوبلز " بفضل ماكان يروج له من دعايات و أكاذيب جعلت منه أستاذ الإعلام المضلل بامتياز عبر ترويج الفكر النازي للشعب الألماني بطريقة أقل مايقال عنها رغم خبثها أنها ذكية.
ولأن التاريخ أو بالأحرى الأحداث تعيد نفسها خرج مؤخرا السيد عزيز الرباح وزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة في لقاء استضافته فيه تلفزة العيون الجهوية بتصريح مثير للجدل مفاده أن نسبة 76 في الذين يشتغلون في الفوسفاط هم أبناء المنطقة ، وبذلك يكون هذا الأخير قد ضرب في الإحصائيات الرسمية للمندوبية السامية للتخطيط التي صنفت جهة العيون على أنها الجهة التي تحوي أكبر نسبة للبطالة برقم 17 في المائة ، إن الذي لا يعرفه السيد الوزير أو يعرفه ويحاول التغاظي عنه ، هو ان مدينة الحلوة وخصوصا بعد تصريحه هذا تعيش احتقان اجتماعي غير مسبوق ، بفعل ما ألت إليه الاوضاع لا لشيء إلا لأن الصحراويين حرموا من خيراتهم و امتيازتها ، وهنا لازال الفاعل السياسي يتحكم ويلقي قبضته على بوصلة المدينة شرقا وغربا شمالا وجنوبا ، توظيفات مشبوهة و صفقات خيالية وتجزئات سكنية بلا حسيب ولارقيب ، والفئة المستفيدة هي الفئة التي تقدم ولاءاتها وتقبل بأنصاف الحلول ( تنمية بشرية ، شركات حراسة ...) وحاملي الشهادات يتعرضون بشكل شبه يومي لأشد أنواع الضرب والتنكيل والترهيب . ألم يحن الوقت للفاعل المركزي بأن يعيد ترتيب البيت الداخلي لمدينة العيون أم أن المزايدات السياسية وتقلب المواقف تجعل هذا الأخير يمارس سياسة (عين و أذن الميكة ) على حد قول البعض.
إن المثير للسخرية و الضحك أيضا أن هذه المعطيات لم تتوقف عند وزيرنا هذا فحسب بل ذهبت إلى أبعد من ذلك ، حيث أعد أحد مكاتب الدراسات المغربية "فايلانس " دراسة حول مؤشر الرفاهية حيث تبوأت الصدارة جهة العيون الساقية الحمراء كأعلى معدل للرفاه حيث نسبة الدخل والمساواة و الاستفادة من الصحة والتعليم والسكن ، وهو أيضا مايطرح عدة استفهامات حول مدى صحة هذه المعطيات من عدمها فالكل يجزم بأن التنمية في الصحراء هي تنمية حجرية بقدر ماهي بشرية جعلت من منتخبين وأعيان أباطرة في السلطة والمال ، فالغني يزداد غنى والفقير يزداد فقرا.
في الأخير نقول للسيد الوزير كسلطة تنظيمية وتنفيذية له مفاتيح القرار : يستطيع الكذب ان يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذائها.
ماهكذا تحلب النوق يا الرباح…